
«أولمبياد باريس»: غياب روسيا يترك فراغاً كبيراً في الجمباز الإيقاعي

منذ دورة ألعاب أتلانتا 1996 حين بدأت دول الاتحاد السوفياتي السابق التنافس بشكل مستقل، هيمنت روسيا وروسيا البيضاء على الجمباز الإيقاعي في الأولمبياد.
لكنهما ستغيبان عن أولمبياد باريس، هذا العام، بسبب العقوبات المفروضة عليهما لغزو أوكرانيا، مما يترك أكثر من 20 دولة أخرى ممثلة في التصنيف العالمي للفردي، أمام فرصة مثالية للحصول على أكبر الجوائز في هذه الرياضة.
ولا تعتقد مديرة برنامج الجمباز الإيقاعي الأميركي، كارولين هانت، أن غياب روسيا وروسيا البيضاء سيعني انخفاض الجودة عندما تبدأ المعركة على الذهب في بورت دو لا شابيل أرينا في أوائل أغسطس (آب) المقبل.
وقالت، لـ«رويترز»: «في أي وقت لا يشارك فيه مثل هذا الحضور المهيمن في الجمباز الإيقاعي – أو أي رياضة – فمن الطبيعي أن يؤثر ذلك على الملعب ومستوى المنافسة».
وتابع: «وفي الوقت نفسه، أعتقد أن عالم الجمباز الإيقاعي قوي جداً، ومن المثير أن نرى كثيراً من البلدان تصل إلى مستويات عالية جداً».
وتصدرت الألمانية داريا فارفولوميف، والإيطالية صوفيا رافاييلي، تصنيف الفردي، بينما جاءت البلغارية إلفيرا كراسنوباييفا في المركز الثالث، بعد الجولة الخامسة من سلسلة كأس العالم في ميلانو، خلال يونيو (حزيران).
وفي منافسات الفرق، قد تكون بلغاريا حاملة اللقب، والتي فازت بميداليات في أربع دورات أولمبية، في وضع جيد للاستفادة من غياب الروس. والمتنافسون الآخرون على الميداليات هم الصين وإيطاليا وفرنسا.
ومع قيادة فارفولوميف ومارجريتا كولوسوف الفريق، تأمل ألمانيا في الحصول على أول ميدالية أولمبية في هذه الرياضة منذ أن فازت ريجينا فيبر ببرونزية الفردي في ألعاب لوس أنجليس 1984.
واعتزلت لينوي أشرم، بعد فوزها بذهبية الفردي في طوكيو، وكسرت هيمنة روسيا على اللقب الأولمبي، لكن مُواطنتها داريا أتامانوف سترفع عَلم إسرائيل في باريس.
وقالت نهى أبو شبانة، رئيسة اللجنة الفنية للجمباز الإيقاعي بالاتحاد الدولي للجمباز: «يمكن لجميع الدول أن تصعد إلى منصة التتويج، إذا استثمرت جميع الاتحادات الوطنية في لاعبات الجمباز لديها، ورفعت المستوى العالي لتحقيق النتائج».
ودخل الجمباز الإيقاعي الأولمبياد منذ دورة لوس أنجليس 1984، وهيمنت روسيا ودول الاتحاد السوفياتي السابق الأخرى على الجمباز الإيقاعي لفترة طويلة، وحصدت 39 ميدالية؛ من أصل 48 ميدالية، متنافَس عليها منذ مقاطعة الاتحاد السوفياتي للألعاب الأولمبية عام 1984.
وجرى منع روسيا وروسيا البيضاء، في البداية، من المنافسة دولياً بعد غزو أوكرانيا في 2022.
وكما هي الحال في الرياضات الأخرى، كان هناك مجال للرياضيين من البلدين للتنافس في باريس بصفتهم محايدين دون أعلام أو شعارات أو نشيد وطني.
وذكرت وسائل إعلام روسية، في مارس (آذار) الماضي، أن إيرينا فينر، رئيسة اتحاد الجمباز الإيقاعي لعموم روسيا، استبعدت ذلك.
وقالت، في تصريحات تلفزيونية: «فريق الجمباز الإيقاعي والمدربون واللاعبات، منذ البداية، عندما سمعوا الشروط قالوا إنهم لن ينافسوا في الأولمبياد».
ولم تتمكن ألينا هارناسكو، الفائزة ببرونزية الفردي في طوكيو قبل ثلاث سنوات، من التأهل؛ لأنه لم يُسمح لها بالمنافسة في بطولة أوروبا للجمباز الإيقاعي خلال مايو (أيار) الماضي.
وأضافت نهى أبو شبانة: «بالطبع يتمتع رياضيو روسيا وروسيا البيضاء بتنافسية عالية، لكن الاتحادات الأخرى انتهزت هذه الفرصة لرفع مستوى رياضييها؛ لأن لديهم الآن فرصة للحصول على ميداليات».